الملف الثالث:


الملف الثالث:                                                          القيم الإيمانية  و التعبدية
أثر الإيمان والعبادات في اجتناب الانحراف والجريمة
1.    تعريف الانحراف: هو كل سلوك يترتب عليه انتهاك للقيم والمعايير التي
تحكم سير المجتمع.
2.    تعريف الجريمة: هي محظورات شرعية زجر الله عنها
بحد أو تعزير أو قصاص.
3.    أنواع العقوبات:
·       أ/ الحد: هو عقوبة مقدرة شرعا تجب حقا لله تعالى.
·       ب/ التعزير:  هو التأديب على مخالفات لم تُشرع فيها حدود.
     جـ/ الفرق بين الحد و التعزير:
*أن الحد عقوبة مقدرة من الله عز وجل، أما التعزير فهو عقوبة تقديرية(اجتهادية)من القاضي
 * الحد عقوبة ثابتة أما التعزير فهو عقوبة متغيرة بحسب حالة وطبيعة الخطأ المرتكب.
·       جـ/ القصاص:  شرعا:هو أن يُفعل بالفاعل مثلُ ما فعل( المماثلة في العقوبة).
  مفهوم العبادة: العبادة هي كل ما يرضاه الله تعالى ويُحبه من أفعال وأقوال ظاهرة و باطنة.
     أثر الإيمان في مكافحة الانحراف والجريمة:
 يقصد بالإيمان تلك القوة الداخلية التي تجعل الإنسان يبتعد عن كل ما يُغضب الله تعالى ،
فكلما قوي إيمان العبد كلما كان عن الانحراف والإجرام أبعد.
·        لقوة إيمانه بالله تعالى و بالغيب؟
·        لإيمانه بالقضاء و القدر، فلا يطمع فيما عند الغير
·        يقبل بما كتب الله له،فيبتعد عن البحث عن اللذة خارج الأعمال المشروعة
·        يستشعر باستمرار مراقبة الله تعالى
·        إيمانه بالجنة و النار يجعله يرجو رضا الله و أجره و جنته.
     أثر العبادة في مكافحة الانحراف والجريمة: 
من المتعارف عليه في الإسلام أنه نهى عن كل ما يضر الفرد والمجتمع ، ومادام
 أن المسلم دائم العبادة لربه فإنه لا يقترب مما حرمه الله من الجرائم والانحرافات ،
 لأنه بذلك يعبُد ربه سبحانه وتعالى.
·        فهو بعيد عن مجال الجريمة و الانحراف
·        مستمر على الطهارة و الذكر
·        يصطحب أهل العبادة و الخير، مبتعد على أهل المعصية و الشر
·        يتواجد في أماكن العبادة و فعل الخير 


الإسلام والرسالات السماوية
أولا- وحدة الرسالات السماوية:
 أن جميع الرسالات التي بعثها الله للناس (من آدم عليه السلام
إلى محمد صلى الله عليه وسلم) رسالة واحدة في مصدرها وغايتها.
1.وحدة المصدر: كل ما نزل على الأنبياء والرسل مصدرها واحد
وهو الله ,،قال تعالى : " و إن من أمة إلا خلا فيها نذير " فاطر 24
2. وحدة الغاية: إن كل ما أنزل من كتب ووصايا وبعث من رسل
 وأنبياء إنما يصب في غاية واحدة:
     أ- عبادة الله الواحد وعدم الشرك به
 (ترك عبادة الأصنام والملوك والأهواء...) قال تعالى
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلا نُوحِي إِلَيْهِ
أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25
    ب- هداية الناس وإرشادهم لما يصلح دينهم ودنياهم..
   ج- تحقيق سر الوجود الإنساني وهو خلافة الله في
الأرض قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)
الإســلام
 
معنى كلمة الإسلام هو الخضوع والإذعان والانقياد لحكم الله ولأمره
و بهذا المعنى الإسلام لا يناقض ما جاء به الأنبياء والمرسلون من قبل . فقد كان الإسلام هو دعوة جميع الأنبياء والمرسلين من قبل . قد دل على ذلك نصوص كثيرة من القرآن الكريم منها
قوله تعالى :: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى...[الشورى:13].
ثانيا- علاقة الإسلام بالديانات السابقة:
 إن الإسلام هو دين موسى عليه السلام ودين عيسى عليه السلام
  قبل أن يكون دين محمد عليه السلام وقبل كل ذلك هو دين الله
تعالى للناس جميعا.
 قال تعالى (إن الدين عند الله الإسلام)  {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ
 يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ
وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } البقرة133
و بالتالي العلاقة بين الاسلام و الرسالات السابقة،هي
علاقة تصحيح: لما وقع من تحريف و افتراءات عن الله و الانبياء  حقائق العقيدة الصحيحة.
و علاقة تكامل: من حيث المصدر،و اتمام التشريع و التنظيم.
ثالثا- الإسلام يصدق رسالة موسى وعيسى: ويجعل أساس الإيمان
 بالله وأحد أركانه الأساسية الإيمان بالرسل جميعا جملة وتفصيلا
(لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) البقرة .
رابعا- الإسلام يصحح ويقوم ما لحق رسالة موسى وعيسى :
 من تحريف وتبديل مس جوهرهما وهو التوحيد.
 ({أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ
ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة75 
استنتاج:
الإسلام لم يأت بدين جديد وإنما رد الأديان المحرفة إلى أصولها
 الأولى (التوحيد وعبودية الله)


المسيحية( النصرانية)
اليهودية
تعريف: هي الرسالة التي بعث الله بها سيدنا عيسى لبني إسرائيل تكميلا لرسالة سيدنا موسى .
سبب التسمية: سموا نصارى لأنهم نصروا المسيح عليه السلام.

الظروف: كان بنو إسرائيل يتعرضون للقهر الروماني فجاءهم عيسى مخلصا ومحررا.
تعريف: هي الرسالة التي بعث الله بها سيدنا موسى لبني إسرائيل أيام فرعون.
سبب التسمية: سموا يهودا لأنهم تابوا وقالوا لله تعالى(إنا هدنا إليك) أي رجعنا.
الظروف: كان بنو إسرائيل يتعرضون للقهر الفرعوني فجاءهم موسى مخلصا ومحررا.

أهم معتقداتهم:
1.عقيدة التثليث: أن الإله ثلاثة (الأب-الابن-روح القدس)
2.عقيدة الخطيئة والفداء: أن الله(الأب) بعث ابنه الوحيد(يسوع) ليخلص البشرية ،ويتحمل هو العذاب(الصلب) عنها.
3. محاسبة المسيح للعباد: إن الله(الأب) أعطى حق محاسبة العباد لأبنه.
4. غفران الذنوب(الاعتراف والإقرار): وهي أن القسيس أو البابا يملك حق مغفرة الذنوب للعباد .
ــــــــــ
 أهم كتب المسيحية 
 العهد القديم : وهي التوراة والتي تعد أصلاً للديانة المسيحية .العهد الجديد : وهو الإنجيل والأناجيل المعتبرة عند المسيحيين اليوم هي أربعه أناجيلإنجيل متى ، إنجيل مرقس ، إنجيل لوقا ، إنجيل يوحنا)

أهم معتقداتهم:
1. يعتقدون أن لهم اله خاص بهم يسمى(يهوه)
2. هم شعب الله المختار وأن البشر خلقوا لخدمتهم .
3. لا يعترفون باليهودية إلا لمن كانت أمه يهودية وهذه عنصرية.
4. لا يحرمون الربا مع غير اليهودي.
5. يقدسون العجل وقد عبدوه
6. لا ينزهون الله فهو عندهم يخطأ، متعصب.
ــــــــــــ
أهم كتب اليهود
العهد القديم": ينقسم إلى قسمين
التوراة : خمسة أسفار تنسب للأنبياء وهي سفر التكوين-سفر الخروج-سفر العدد- سفر التثنية- سفر اللاويين)التلمود : وهو تفسيرات وإيضاحات للتوراة ،كتبها الحاخامات ، ومنـزلته لدى اليهود أهم من منـزلة التوراة
/*/*/*/*/

من مصادر الشريعة الإسلامية
1
- الإجماع :
  أولا– تعريفه :
 أ – لغة: للإجماع في اللغة معنيان:
                ــ العزم على الشيء والتصميم عليه.
               ــ  الاتفاق على أي شيء.
ب- اصطلاحا: هو اتفاق جميع المجتهدين من المسلمين في عصر
 من العصور بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – على
 حكم من الأحكام الشرعية العملية.
ثانيا – أنواع الإجماع:
 1- إجماع صريح: وهو أن يتفق المجتهدون على قول أو فعل بشكل
 صريح بأن يروى عن كل منهم هذا القول أو الفعل دون أن يخالف
 في ذلك واحد منهم.
2 – إجماع سكوتي: وهو أن يقول أو يعمل أحد المجتهدين بقول أو
بعمل فيعلم الباقون بذلك فلا يظهرون معارضة ما.
ثالثا- أدلة حجية الإجماع الصريح:
* من القرآن الكريم: قوله تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد
ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله
 جهنم وساءت مصيرا )) النساء 115
 * من السنة المطهرة: قال – صلى الله عليه وسلم -:
(لا تجتمع أمتي على ضلالة )
وقال: ( ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن )  
 رابعا- حكم الإجماع: الإجماع حجة قطعية في الاجتهاد.
خامسا- أمثلة من الإجماع :
1/ الإجماع على تحريم الزواج بالجدة.
2/ إجماع الصحابة على توريث الجدة السدس.
3/ إجماع الصحابة على جمع القرآن في مصحف واحد 

2- القياس
أولا – تعريف القياس:
   لغة : التقدير
  اصطلاحا : هو مساواة أمر لأمر آخر في الحكم الثابت له
 لاشتراكهما في علة الحكم.
ثانيا – حجية القياس:
القياس دليل من أدلة الأحكام وهو يفيد غلبة الظن فيكون حجة يجب
 العمل به إذ هو يستند إلى علة حقيقية ظاهرة ويتفق العمل به
 مع مقاصد الشريعة، وأدلة حجيته هي:
     - من القرآن: قوله تعالى : (( فاعتبروا يا أولي الأبصار ))
     - من السنة: روى أن امرأة خثعمية جاءت إلى الرسول
 – صلى الله عليه وسلم – وقالت له : ( إن أبي أدركته فريضة
 الحج أفأحج عنه ؟ فقال لها : أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته
أكان ينفعه ذلك ؟ قالت: نعم قال: فدين الله أحق بالقضاء )
 فكان هذا قياسا لدين الله على دين العباد
- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقيس بنفسه كثيرا من
الأحكام ويذكر عللها والرسول – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة
لنا وقدوة في كل أعماله وأقواله، فكان ذلك منه دليلا على صحة القياس
 هنا من ذلك حديث الخثعمية السابق.
- عمل الصحابة رضي الله عنهم: ذلك أنه ثبت عن جمع كثير
من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يعملون بالقياس عند عدم النص.
ثالثا – أركان القياس وشروطه:
 1- المقيس عليه : ويسمى الأصل وهو الأمر الذي ورد النص
بحكمه (الكتاب أو السنة والإجماع)، و يكون الحكم معقول المعنى.
 2- المقيس : ويسمى الفرع وهو الأمر الذي لم يرد النص في
حكمه ويطلب معرفة حكم الله فيه.
 3 – الحكم : وهو المراد تعديته من الأصل إلى الفرع،  وهو
 الحكم الشرعي الثابت للأصل بنص أو إجماع.
 4 – العلة : وهي الوصف المشترك بين الأصل والفرع، والذي من
 أجله شرع الحكم في الأصل،حيث يجب أن تكون ظاهرة منضبطة.
رابعا- أمثلة عن القياس:
*- قياس المخدرات على الخمر.
*- قياس تحريم ضرب الوالدين أو سبهما على تحريم قول أف لهما.
*- قياس الأوراق النقدية على العملة النقدية (الدرهم والفضة)

3- المصالح المرسلة
 أولا– تعريف المصالح المرسلة :
 هي استنباط الحكم في واقعة لا نص فيها ولا إجماع بناء على
مصلحة لا دليل من الشارع على اعتبارها ولا على إلغائها
 ثانيا- حجية المصالح المرسلة وأدلة اعتبارها :
    *- اتفق العلماء على عدم إمكان العمل بالمصالح في أمر من
أمور العبادات لأن سبيلها التوقيف.
    *- وكذلك الأمر في كل ما فيه نص أو إجماع من الأحكام
 الشرعية كالحدود و الكفارات.
 أما في غير هذه الأمور مما يتعلق بالمعاملات والقضايا المتعلقة بالأمور
 العامة للبلاد والعباد فهي حجة شرعية( المالكية و غيرهم) يعتد بها
في بناء الأحكام عليها واستدلوا بأدلة منها :
        أ- شرع الله الأحكام لتحقيق مصالح العباد ودفع الضرر عنهم،
يشهد لهذا القول أدلة من الكتاب والسنة، والرسول
 – صلى الله عليه وسلم – أرسل رحمة للعالمين وإنه لم يختر بين
أمرين إلا اختار أيسرهما.
       ب- إن الحوادث تتجدد والمصالح تتغير بتجدد الزمان
 وتطرأ على المجتمعات ضرورات عديدة تستدعي أحكاما معينة،
لذلك من الضروري أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار وفسح المجال
 أمام المجتهدين لاستنباط الأحكام وفق المصالح وإلا ضاقت الشريعة
بمصالح العباد وقصرت.
     ج- روعيت المصلحة بنحو أوسع من القياس في اجتهادات
الصحابة والتابعين وأئمة الاجتهاد حتى كان ذلك بمنزلة الإجماع على رعايتها.
ثالثا- شروط العمل بالمصالح المرسلة :
 *- أن تكون ملائمة لمقاصد الشرع الضرورية لقيام مصالح العباد.
* – أن تكون مصلحة لعامة الناس وليست مصلحة شخصية.
* – أن تكون معقولة في ذاتها حقيقة لا وهمية بأن يتحقق من تشريع
الحكم بها جلب نفع أو دفع ضرر.
أمثلة:   
 توثيق عقد الزواج وتسجيله في البلدية 
لا يوجد نص صريح يعتبره واجبا كما لا يوجد نص صريح يعتبره
حراما إذن فهو مصلحة مرسلة..لكن بالنظر إليه وجدنا في
عدم توثيق عقد الزواج مضارا خطيرة كضياع حقوق الزوجة
ونسب الأولاد كما أن فيه مساسا بالأعراض وذلك في حالة إنكار
الزوج وخاصة أن المحاكم والقضاء لا يعترف إلا بالعقود الموثقة.
 إذن في  توثيق عقد الزوج تحقيق للمصلحة التي جاء الإسلام من أجلها.
أمثلة أخرى:
- اتفاق الصحابة في عهد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه على
 كتابة المصحف على الترتيب التوقيفي.
- اتفاقهم على استنساخ عدة نسخ منه في عهد سيدنا عثمان
 رضي الله عنه.
- وضع قواعد خاصة للمرور في الطرقات العامة وكان ذلك في الاندلس.